دراسة علمية حول تأثيرات التضاد الكيميائي للغاف البحري على نوعين من النباتات العمانية

نشرت مؤخرًا الباحثة العمانية أريج بنت عبدالعزيز المسلمية من #هيئة_البيئة وتعمل بدائرة المواد الكيميائية وإدارة النفايات نتائج دراستها البحثية العلمية البيئية حول "تأثيرات التضاد الكيميائي للنباتات الغازية (المسكيت أو الغاف البحري) على نوعين شائعين من النباتات البرية العمانية (الغاف المحلي والسمر)"، وذلك بمجلة Arid Environment هي مجلة دولية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، تنشر أوراق بحثية عالية الجودة، وتقدم رؤى في القضايا العلمية والبيئية والطبيعة البشرية الهامة في الأراضي الجافة في العالم.

وتعرف أشجار المسكيت أو الغاف البحري (علمياً Prosopis juliflora ) بأنها واحدة من النباتات الغازية العالمية التي تهدد الأراضي الزراعية والتنوع النباتي بسبب قدرتها على التكيف والنمو السريع في الظروف البيئية السائدة في المناطق القاحلة، مما حدا بالحكومة في سلطنة عمان على إطلاق الحملة الوطنية لإزالة أشجار المسكيت منذ عام 2016.

وركزت الباحثة العمانية في دراستها العلمية على التجارب والدراسات المنشورة سابقًا حول أشجار المسكيت التي تفرز مواد كيميائية قد تشكل ضرراً على نمو النباتات المحيطة بها فيما يُعرف بظاهرة التضاد الكيميائي (Allelopathy) مما يشكل تهديدًا على النباتات الفطرية وتنوعها في البيئات القاحلة وشبة القاحلة.

كما أكدت الباحثة على أن سبب اختيار موضوع دراستها جاء لعدم وجود دراسات سابقة حول البرولين وهو الحمض الأميني الذي تركز عليه دراسات الإجهاد تحت عدة ظروف بيئية (كالجفاف والملوحة والتعرض للمعادن الثقيلة) في نباتات المناطق القاحلة تحت ظاهرة التضاد الكيميائي لأشجار المسكيت.

 

فيما استخدمت الباحثة العمانية وسائل مختلفة في دراستها العلمية منها أنها أجرت مجموعة من التجارب لقياس تأثيرات التضاد الكيميائي للمسكيت في نوعين شائعين من النباتات المحلية وهي الغاف المحلي (Prosopis cineraria) والسمر (Vachellia tortilis) وذلك عن طريق تعريض شتلات من كلا النباتين لمستويات متفاوتة من بودرة أوراق وقرون أشجار المسكيت في التربة.

وأشارت الدراسة البحثية في نتائجها إلى أنه لم تكن هناك اختلافات واضحة في معايير النمو (كمعدلات الإنبات وطول الجذور، والكتلة الحيوية) وكذلك محتوى صبغات الكلوروفيل لشتلات كلا النباتين. حيث بينت الدراسة على أن المثير للاهتمام هو تفاوت مستوى تراكم البرولين في شتلات الغاف المحلي والسمر.

 

وأضافت الباحثة العمانية أريج أن تراكم البرولين لم يتم ملاحظته في شجيرات السمر مما يعني أنها لم تتعرض للإجهاد من قبل مستخلصات المسكيت التي تعرضت لها. في حين أظهرت شجيرات الغاف المحلي محتوى كبير من البرولين مقارنة مع الشتلات الطبيعية (الغير معالجة بالمستخلصات الجافة لشجرة المسكيت) وهذا يعني أنها تعرضت للإجهاد في فترة النمو.

 

وكشفت الباحثة في دراستها على أن البرولين من العلامات الحيوية الجزيئية والفسيولوجية المهمة التي يمكن أن تساهم في الكشف عن العلامات المبكرة للإجهاد الذي تفرضه أشجار المسكيت وربما النباتات الغازية الأخرى على النباتات المحلية. موضحة أن النتائج تدعم أهمية اعتماد قياس تراكم البرولين كمؤشر حيوي وبيئي مهم في الدراسات المستقبلية للنباتات الغازية. 

 

ويمكن الوصول للورقة العلمية إلكترونياً عن طريق الرابط التالي:


‏https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S0140196323000022